نوشته شده توسط : علی صیفوری

في القرآن

  • قال الله تعالى:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ   سورة الحجرات، الآية (6).

نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق من خزاعة، وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية، فلما سمع به القوم تلقوه تعظيما لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله فهابهم فرجع من الطريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن بني المصطلق قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلي"، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أن يغزوهم، فبلغ القوم رجوعه فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: "يا رسول الله سمعنا برسولك فخرجنا نتلقاه ونكرمه ونؤدي إليه ما قبلناه من حق الله - عز وجل -، فبدا له الرجوع، فخشينا أنه إنما رده من الطريق كتاب جاءه منك لغضب غضبته علينا، وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله"، فاتهمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعث خالد بن الوليد إليهم خفية في عسكر وأمره أن يخفي عليهم قدومه، وقال له: "انظر فإن رأيت منهم ما يدل على إيمانهم فخذ منهم زكاة أموالهم، وإن لم تر ذلك فاستعمل فيهم ما يستعمل في الكفار"، ففعل ذلك خالد، ووافاهم فسمع منهم أذان صلاتي المغرب والعشاء، فأخذ منهم صدقاتهم، ولم ير منهم إلا الطاعة والخير، فانصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر، فأنزل الله تعالى الآية تكذيباً للوليد وتبرئة لقبيلة خزاعة [52].

  • قال الله تعالى:  قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ   سورة التوبة، الآية (14).

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله ‏{‏ويشف صدور قوم مؤمنين‏}‏ قال‏:‏ هم خزاعة يشفي صدورهم من بني الدئل بن بكر ‏{‏ويذهب غيظ قلوبهم‏}‏ قال‏:‏ هذا حين قتلهم بنو الدئل بن بكر وأعانتهم قريش‏.‏ وأخرج أبو الشيخ عن قتادة ‏{‏ويذهب غيظ قلوبهم‏}‏ قال‏:‏ ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في خزاعة حين جعلوا يقتلون بني الدئل بن بكر بن عبد مناة بمكة‏ [53].‏

في السنة

   
كانت خزاعة مسلمهم ومشركهم عيبة نصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم بتهامة، صفقتهم معه لا يخفون عنه شيئاً كان بها
   

[54] والعيبة: "ما توضع فيه الثياب لحفظها أي أنهم موضع النصح له والأمانة على سره، كأنه شبه الصدر الذي هو مستودع السر بالعيبة التي هي مستودع الثياب" [55].

أعلام خزاعيون

قيس بن الحدادية الخزاعي

هو قيس بن منقذ بن عمرو بن عبيد بن ضاطر بن صالح بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن الخزاعي، شاعر جاهلي وأحد فتاك العرب في الجاهلية وصعاليكهم وشعرائهم وكان خليعا خلعته خزاعة. أغار في الجاهلية على بني قمير من خزاعة، وأغار كذلك على جموع من هوازن. اشتهر بحبه لأم مالك نعم بنت ذؤيب الخزاعي وله فيها قصائد استحسنتها أم المؤمنين عائشة.[56] قُتل في غارة لبني مزينة عليه.[57]

أحمد بن نصر الخزاعي

هو أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم الخزاعي، يلقّب بشهيد القرآن. عاصر الدولة العباسية في فترة خلافة الواثق بالله.

كان من أهل العلم والديانة والعمل الصالح والاجتهاد في الخير، وكان من أئمة السنة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وكان ممن يدعو إلى القول بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وكان له وجاهة ورياسة. وله قصة عجيبة ذكرت في البداية والنهاية لابن كثير.

قال ابن كثير: ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وفيها كان مقتل أحمد بن نصر الخزاعي وأكرم مثواه قال ابن خلكان:وكان خزاعياً من موالي طلحة الطلحات الخزاعي، وقد كان أبو تمام يمدحه.

وقد بايعه العامة في سنة إحدى ومائتين على القيام بالأمر والنهي حين كثرت الشطار والدعار في غيبة المأمون عن بغداد، فاجتمع عليه من الخلائق ألوف كثيرة، فلما كان شهر شعبان من هذه السنة انتظمت البيعة لأحمد بن نصر الخزاعي في السر على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فتواعدوا على أنهم في الليلة الثالثة من شعبان - وهي ليلة الجمعة - يضرب طبل في الليل فيجتمع الذين بايعوا في مكان اتفقوا عليه، وكان من جملة من اتفقوا رجلان من بني أشرس، وكانا يتعاطيان الشراب، فلما كانت ليلة الخميس شربا في قوم من أصحابهم، واعتقدا أن تلك الليلة هي ليلة الوعد، وكان ذلك قبله بليلة، فقاما يضربان على طبل في الليل فاجتمع إليهما الناس، فلم يجئ أحد وانخرم النظام وسمع الحرس في الليل، فأعلموا نائب السلطنة، وهو محمد بن إبراهيم بن مصعب، فأصبح الناس متخبطين، واجتهد نائب السلطنة على إحضار ذينك الرجلين فاحضرا فعاقبهما فأقرا على أحمد بن نصر، فطلبه وأخذ خادماً له فاستقره فأقر بما أقر به الرجلان، فجمع جماعة من رؤوس أصحاب أحمد بن نصر معه وأرسل بهم إلى الخليفة بسُرَّ من رأى، وذلك في آخر شعبان، فأحضر له جماعة من الأعيان، وحضر القاضي أحمد بن أبي دؤاد المعتزلي، وأحضر أحمد بن نصر ولم يظهر منه على أحمد بن نصر عتب، فلما أوقف أحمد بن نصر بين يدي الواثق لم يعاتبه على شيء مما كان منه في مبايعته العوام على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيره، بل أعرض عن ذلك كله وقال له: ما تقول في القرآن؟ فقال: هو كلام الله. قال: أمخلوق هو؟ قال هو كلام الله.

وكان أحمد بن نصر قد استقتل وباع نفسه وحضر وقد تحنط وشد على عورته ما يسترها فقال له. فما تقول في ربك، أترّاه يوم القيامة؟فقال: يا أمير المؤمنين قد جاء القرآن والأخبار بذلك، قال الله تعالى:  وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ  إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ  . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته). فنحن على الخبر. قال الواثق: ويحك! أيرى كما يرى المحدود المتجسم! ويحويه مكان ويحصره الناظر؟ أنا أكفر برب هذه صفته.

ثم قال أحمد بن نصر للواثق: وحدثني سفيان بحديث يرفعه (إن قلب ابن آدم بإصبعين من أصابع الله يقلبه كيف شاء) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك). فقال له إسحاق بن إبراهيم:ويحك، انظر ما تقول. فقال: أنت أمرتني بذلك. فأشفق إسحاق من ذلك وقال: أنا أمرتك؟ قال: نعم، أنت أمرتني أن أنصح له.

فقال الواثق لمن حوله: ما تقولون في هذا الرجل؟فأكثروا القول فيه.فقال عبد الرحمن بن إسحاق -: وكان قاضياً على الجانب الغربي فعُزل، وكان مواداً لأحمد بن نصر قبل ذلك -: يا أمير المؤمنين هو حلال الدم.وقال أبو عبد الله الأرمني صاحب أحمد بن أبي دؤاد: اسقني دمه يا أمير المؤمنين.قال الواثق: لابد أن يأتي ما تريد.وقال أبي دواد: "هو كافر يستتاب لعل به عاهة أو نقص عقل".

فقال الواثق: "إذا رأيتموني قمت إليه فلا يقومن أحد معي، فإني أحتسب خطاي".ثم نهض إليه بالصمصامة- وقد كانت سيفا لعمرو بن معد يكرب الزبيدي وكانت صفيحة مسحورة في أسفلها مسمورة بمسامير - فلما انتهى إليه ضربه بها على عاتقه وهو مربوط بحبل قد أوقف على نطع، ثم ضربه أخرى على رأسه ثم طعنه بالصمصامة في بطنه فسقط صريعاً على النطع ميتاً.

فضرب عنقه وحز رأسه، وحمل معترضاً حتى أتى به الحظيرة فصلب فيها، وفي رجليه زوج قيود وعليه سراويل وقميص، وحمل رأسه إلى بغداد فنصب في الجانب الشرقي أياما، وفي الغربي أياماً، وعنده الحرس في الليل والنهار، وفي أذنه رقعة مكتوب فيها:"هذا رأس الكافر المشرك الضال أحمد بن نصر الخزاعي، من قتل على يدي عبد الله هارون الإمام الواثق بالله أمير المؤمنين بعد أن أقام عليه الحجة في خلق القرآن، ونفى التشبيه وعرض عليه التوبة، ومكنه من الرجوع إلى الحق فأبى إلا المعاندة والتصريح، فالحمد لله الذي عجله إلى ناره وأليم عقابه بالكفر، فاستحل بذلك أمير المؤمنين دمه ولعنه".

وذكره الإمام أحمد بن حنبل يوماً فقال:

   
رحمه الله ما كان أسخاه بنفسه لله، لقد جاد بنفسه له
   

وقال جعفر بن محمد الصائغ:

   
بصرت عيناي وإلا فقئتا، وسمعت أذناي وإلا فصمتا أحمد ابن نصر الخزاعي حين ضربت عنقه يقول رأسه: لا إله إلا الله
   

وقد سمعه بعض الناس وهو مصلوب على الجذع ورأسه يقرأ:  الم  أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ   قال:فاقشعر جلدي. ولم يزل رأسه منصوباً من يوم الخميس الثامن والعشرين من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين - إلى بعد عيد الفطر بيوم أو يومين من سنة سبع وثلاثين ومائتين، فجمع بين رأسه وجثته ودفن بالجانب الشرقي من بغداد بالمقبرة المعروفة بالمالكية. وذلك بأمر المتوكل على الله الذي ولي الخلافة بعد أخيه الواثق

كثير عزة

هو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن مليح الخزاعي، أحد مشاهير الحب العذري، اقترن اسمه بحبيبته عزّة، فسمّي كثير عزة. والمشهور في اسمه التصغير "كثيّر"، غير أنه ورد في شعره مكبراً، وذلك حيث يقول:

وقال ليَ البُلّاغُ وَيْحَكَ إنّهَا   بغَيركَ حَقّاً يّا كثيرُ تهيمُ

خزاعي العم والخال، فأبوه عبد الرحمن بن الأسود بن مليح من خزاعة، وأمه جمعة بنت الأشيم خزاعية أيضاً.

لم تعين المصادر سنة ولادته، ولكنها متفقة على أن وفاته كانت سنة 105 هـ في آخر خلافة يزيد بن عبد الملك أو أول خلافة هشام. ويقول المزرباني: إنه زاد واحدة أو اثنتين على ثمانين سنة، وهذا يجعل ولادته سنة 23 أو 24 هـ أي في أواخر خلافة عمر أو أوئل خلافة عثمان. توفي والده وهو صغير السن وكان منذ صغره سليط اللسان، وكفله عمه بعد موت أبيه وكلفه رعي قطيع له من الإبل حتى يحميه من طيشه وملازمته سفهاء المدينة. اشتهر بحبه لعزة فعرف بها وعرفت به وهي: عزة بنت جميل بن حفص بن إياس بن عبد العزى بن حاجب بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، فهي كنانية النسب، وأبوها حميل هو أبو بصرة الغفاري المحدث، وكثير يكنيها في شعره أم عمرو ويسميها الضمرية وابنة الضمري -نسبة إلى بني ضمرة-. وقد وصفتها امرأة رأتها بأنها "امرأة حلوة حميراء نظيفة" وأنها حين تحدثت كانت "أبرع الناس وأحلاهم حديثاً"، وتضيف المرأة التي وصفتها: "فما فارقناها إلا ولها علينا الفضل في أعيننا، ومانرى في الدنيا امرأة تفوقها جمالاً وحسناً وحلاوة".

ويبدو أن تشهير كثير بعز قد حدا بأهلها إلى تزويجها من أول خاطب، فأمعن كثير في غزله مدفوعاً إلى ذلك بقوة اليأس والتحدي جميعاً. ثم ازداد إمعاناً في غزله عندما رحلت عزة مع زوجها وبعض قومها إلى مصر، وقد ظلّ يوم "الشبا" من الأيام التي لا تنسى، والشبا واد بالأثيل من أعراض المدينة، أدرك فيه كثير صاحبته وهي مسافرة إلى مصر، فوقف بمرأى منها، وهي واجمة، يحاول أن يثبت لها أن الوجد على فراقها يكاد يعتصر قلبه، ويحث عينيه على البكاء لتكون الدموع شاهدة على مشاعره، ولكن الدمع خانه فلم يجبه:

أقولُ لدمع العين أمْعِنْ لعلّهُ   بما لا يُرى من غائبِ الوجد يشهَدُ
فلم أدر أنّ العينَ قبل فراقِها   غدةَ الشَّبا من لاعج الوجدِ تجمدُ
ولم أرَ مثلَ العين ضنّتْ بمائها   عليّ ولا مثلي على الدمع يحسدُ
وبينَ التّراقي واللّهاة حرارةٌ   مكانَ الشَّجا ما إنْ تبوخُ فتبردُ

توفي في المدينة المنورة سنة 105، وكانت وفاته هو وعكرمة مولى ابن عباس في يوم واحد، وصلي عليهما بعد الظهر في موضع الجنائز وقال الناس: "مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس"، قال شاهد عيان: فما علمت تخلفت امرأة بالمدينة ولا رجل عن جنازتيهما، وغلب النساء على جنازة كثير يبكينه ويذكرن عزة في ندبتهن له [60].

دعبل الخزاعي

هو دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله ابن بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة بن جزي بن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن لحي [61]. ولد سنة 148 هـ وهو الأرجح وقال ابن حجر في لسان ولد سنة 142 هـ أصله من الكوفة ويقال انه من قرقيس وأقام ببغداد [62].

شاعر هجّاء خبيث اللسان لم يسلم عليه أحد من الخلفاء ولا من وزرائهم ولا أولادهم ولا ذو نباهة أحسن اليه أو لم يحسن ولا أفلت منه كبير أحد وكان من الشيعة المشهورين بالميل إلى علي رضي الله عنه ولم يزل مرهوب اللسان وخائفاً من هجائه للخلفاء فهو دهر كله هارب متوار.

يقول ابن خلكان: "كان شاعرا مجيداً الا انه كان بذىء اللسان مولعاً بالهجو هجا الخلفاء فمن دونهم وطال عمره". وعن دولتشاه السمرقندي في تذكرته عن (مجالس المؤمنين) انه قال ما ترجمته: دعبل بن علي الخزاعي: "له فضل وبلاغة ريادة عن الوصف. وكان متكلماً أديباً شاعراً عالماً" [63].

له شعر كثير مجموع في ديوان. وقد كان هذا الديوان مشهوراً في العصور السابقة ولكنه اليوم مفقود كما فقد غيره من نفائس الدواوين الشعرية. ويدل على كثرة شعره ما ذكر صاحب الأغاني عن هاشم بن محمد الخزاعي وعن الجاحظ عن دعبل:

   
مكثت نحو ستين سنة ليس من يوم ذر شارقة إلا وأنا أقول فيه شعراً.
   

أبرز شعره هي قصيدته التائية المشهورة في أهل البيت التي قال عنها أبو الفرج في أغانيه: " من أحسن الشعر وفاخر المدائح المقولة في أهل البيت وقصد بها أبا الحسن علي بن موسى الرضا" [64].

توفى في سنة 246 هـ على الأرجح وقد بلغ من العمر 98 سنة [65].



:: بازدید از این مطلب : 479
|
امتیاز مطلب : 0
|
تعداد امتیازدهندگان : 0
|
مجموع امتیاز : 0
تاریخ انتشار : یک شنبه 1 شهريور 1394 | نظرات ()