الحمدلله رب العالمين
@ اما بعد @
خزاعة قبيله خندفيه من العرب العدنانيه .
والأدله التی تدال علی هذا مايلي :
1 - أحاديث عن النبی صلی الله عليه وسلم .
2 - اشعار وردة من شعراء خزاعين .
3 - خطبه ذكرة في الجاهليه .
4 - علماء موثوقون من أهل السنه والجماعة ايدو هذا القول بأن خزاعه من عدنان .
واليك تفصيل هذه الادله مع البيان والشرح اليسير :
اولأ : الأحاديث
الحديث الاول :
عن ابی هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلی الله عليه وسلم (( عمرو بن لحی بن قمعه بن خندف أبو خزاعة ))
رواه البخاري في صحيحه وقال باب قصه خزاعه وذكر هذا الحديث .
قال ابن حجر رحمه الله في شرح هذا الحديث (( وهذا يؤيد قول من قال أن خزاعة من مضر )
قلت :
مضر هو ابن نزار بن معد بن عدنان بلا خلاف يذكر ،
و محل أجماع واتفاق عند جمهور المؤرخين والنسابين وأهل السير .
وكتب التواريخ مجمعة أيضا علی أن خندف أمرأه واسمها ليلی بنت حلوان القضاعية .
وأن أولأدها ثلاثه : هم عامر ولقبه (مدركة) وعمر ولقبه (طابخة) وعمير ولقبه (قمعة)
وهو الوارد في الحديث السابق ذكره( الذي هو أبو خزاعة) .
وأن أبوهم اسمه الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
هذا مطبق عليه في كتب الأنساب والتواريخ والسير والنسابه ،
ما يختلفون عليه ، بأتفاق اهل المعرفه .
وعند مسلم من طريق سهيل عن ابيه عن ابی هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلی الله عليه وسلم :
(( رأيت عمرو بن لحی بن قمعه بن خندف أبا بنی كعب هولاء يجر قصبه في النار ))
وبنی كعب بطن من خزاعة .
وذكر الفاكهی صاحب تاريخ مكه حديث عكرمه نحو هذا الحديث
بلفظ :( فقال المقداد يارسول الله من عمرو بن لحی فقال ابو هؤلاء الحی من خزاعة ) .
واخرجه العلامه سليمان بن موسي الكلاعي في كتابه :
((الأكتفاء بماتضمنه من مغاري رسول الله والثلاثة الخلفاء ))
بلفظ (( رأيت عمربن لحی بن قمعه بن خندف يجر قصبه فی النار ، فسألته عمن بينی وبينه من الامم فقال هلكوا ،
فقيل : له من عمر بن لحی فقال أبو هؤلأ الحی من خزاعة ، وهو أول من غير دين ابراهيم ، و أول من نصب الاصنام حوال الكعبه ))
هكذا اخرجه الامام الكلاعي في كتابه بهذا الفظ بدون سند .
ويشهد له ما رواه الطبراني في المعجم الكبير والأوسط من حديث ابن عبارس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلی الله عليه وسلم (( اول من غير دين ابراهيم عمرو بن لحی بن قمعة بن خندف أبو خزاعة )) .
واسناد هذا الحديث صحيح
الحديث الثاني :
عن ابی هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلی الله عليه وسلم (( رأيت عمر بن عامر بن لحی الخزاعی يجر قصبه فی النار وكان اول من سيب السوائب )) متفق عليه .
وعند الامام احمد فی المسند
من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلی الله عليه وسلم (( ان أول من سيب السوائب وعبد الأصنام أبو خزاعة عمرو بن عامر رأيته يجر قصبة في نارجهنم )) .
الشاهد من هذا الحديث قوله ابو خزاعه عمرو بن عامر .
قال القاضي عياض رحمه الله المعروف في نسب ابو خزاعه هذا عمرو بن لحی بن قمعه وهو عمير بن الياس بن مضر .
وعامر عم ابيه . هذا قول نسابين الحجاز . .
انتهی من شرح صحيح مسلم للأمام النووي رحمه الله .
وقال العلامه احمد البنا شارح مسند الامام احمد : يستفاد من الحديثين السابقين ( ان عمرو هو ابن عامر بن قمعه بن خندف وانه ابو خزاعة ،
وانه تارة ينسب الی ابيه وتارة ينسب الی جده لحی .
الحديث الثالث :
عن ابی هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلی الله عليه وسلم لاكثم بن الجون الخزاعي :(( يا اكثم رايت عمربن لحی بن قمعه بن خندف يجر قصبه في النار ، فمارأيت رجلا اشبه برجل منك به ولا بك منه ، فقال اكثم عسی ان يضرنی شبه يارسول الله ، فقال لا ، انك مؤمن وهو كافر .))
قال العلامه السهلی رحمه الله شارح السيريه النبويه ( ان الشبه بين عمر بن لحی وبين اكثم بن الجون يدل علی ان الشبه بينهم شبه ولاده ،
ولا سيما في رواية الزبير فأن فيها انه قال ( رأيت عمرو بن لحی والد خزاعة ..)
الحديث الرابع :
عن سلمة ابن الاكوع رضی الله عنه قال : خرج رسول الله صلی الله عليه وسلم علی قوم من اسلم يتناضلون بالسوق فقال : ارمو بنی اسماعيل فأن اباكم كان راميا . ..)) رواه البخاري في صحيحه .
ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الانساد .
واخرجه ابو بكر البزار في مسنده . وابن حبان في صحيحه.
قال العلامه السهلی رحمه الله : ( في هذا الحديث حجه قويه لمن نسب خزاعه الی قمعه بن الياس بن مضر ))
وبني أسلم المذكورين فی الحديث بطن من خزاعة ..
قال العلامه محمد السفاريني رحمه الله (( ان ظاهر حديث سلمة ابن الاكوع ان بني أسلم من ولد اسماعيل عليه السلام )
ثانيا :-
((الأشعار التی تدل ان خزاعه من عدنان ))
جاء فی شرح اشعار الهذلين قول المعطل الهذلی يخاطب قوما من خزاعة بقوله :
لعلكم من اسرة قمعه
اذا حضرو لايشهدون المعرفا
والمعرفا : هو الوقوف بعرفات وهي احدی العادات الجاهليه التی كانو يفعلونها في العصر الجاهلی .
ومن الاشعار أيضا . قول جميل ابن معمر :
فحطنا اكناف مكة بعدما
اراد بها ماقد ابی الله خندف
جاء فی شرح هذا البيت ان جميل اراد هنا بنی قمعه بن الياس بن مضر وخزاعة منهم .
لان أولاد خندف غلب انتسابهم الی أمهم دون ابيهم الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ،
ومن الاشعار أيضا التی تثبت نسب خزاعة الی عدنان .
وقعت مهاجات بين شعراء خزاعين وشعراء جرهمين ويهمنا هنا شعراء خزاعة ،
منهم الأعصم بن مالك الخزاعي يقول في رده علی مضاض الجرهمی :
نفاك عن البيت المحرم معشری
رموك بطلاع الثنايا عرمرم
فحازوا مواريث ابن نبت لانهم
احق والی منك عمرو بن جرهم
وقوله : ابن نبت . هو ابن اسماعيل عليه السلام تولی امر البيت بعد ابيه
والهذا يقول له احق واولی منك
اي في ولايت بيت الله الحرام لانهم يرون انهم من نسل اسماعيل عليه السلام ولهذا
قال مضاض الجرهمی وهو خارج من مكه :
فأضحت بنو كعب وهم أهل عزها وغال بنی سعد بمكة غول
وقوله بنو كعب يريد به بيت الرئاسه من خزاعه . وبنو سعد بيت الرئاسه من جرهم
فرد عليه عمر بن كعب الخزاعی:
تمنيت ان تلقي خزاعة جهرا
وقد معجت منها عليك سيول
اي : يقول له لن تستطيع مواجه خزاعة جهرا لنهم يهجمون عليك مثل السيل الجرار .
هذه بعض المهاجات لتی وقعت بين خزاعة وجرهم وهي طويله اختصرنا منها ماهو مفيد ،
وفيها دليل واضح وقوی ان خزاعة تعرف انها من نسل اسماعيل عليه السلام منذو العصر الجاهلی قبل تدوين التاريخ وظهور كتب الانساب ،
ولذالك حاربو جرهم وطردوهم من مكه ،
وحاربو قصي ايضا عندما اخذا مفاتيح البيت الحرام ،
وحاربو بني قيس عيلان ايضا عندما هجم علی البيت الحرام ،
في زمن كعب بن عمرو بن لحی عندما كان واليا لمكه .
وما دفعهم لهذه الحروب الا انهم يرون انهم من نسل اسماعيل عليه وعلی نبينا الصلاة والسلام .@
وانهم احق من غيرهم بولايت البيت .
ثالثا :-
(( ما جاء في خطب العرب علی ان خزاعة من عدنان .))
ورد في كتاب جمهرة خطب العرب . ان حرب وقعة بين خزاعة وبني كنانة . فقام في الأصلاح بينهم هاشم بن عبدمناف فقام بينهم خطيبا فقال (( أيها الناس نحن ال ابراهيم وذرية اسماعيل . وسكان الحرم .. ))
هذا الشاهد من الخطبه وهي قيلت في العصر الجاهلی مما تدل ايضا ان خزاعة من سلالة نبي الله اسماعيل عليه السلام .
رابعا :-
(( كلام العلماء من أهل السنه والجماعة الذين يعتد بقوالهم في نسب خزاعة أنها من عدنان .))
قال : محمد بن اسحاق صاحب كتاب السيره النبويه (( خزاعة تنسب الی مضر .))
وقال الأمام ابن حزم رحمه الله :
((الحديث الاول والثاني والثالت في غاية الصحه والثبات وهی حجه قاطعه ولايجوز تعدي القول بما فيها فخزاعة من ولد قمعه بن الياس بن مضر بلاشك .))
وقال عبدلله بن المصعب في كتابه ( نسب قريس ) : قمعه ابو خزاغة وماقاله رسول الله فهو الحق .
وقال ابن قتيبه رحمه الله :
(( ونسابين مضر يقولون ان خزاعة من قمعه بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان))
وقال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله في مجموع الفتاوي :
(ان اسلم من خزاعة وخزاعة من ولد ابراهيم عليه السلام )
وقال المؤرخ ابن خلدون رحمه الله : ( فمن ولد قمعه بن الياس خزاعة ،
ومن قال ان خزاعة من بني مزيقا من قحطان ليس ذالك بصحيح ) .
وقال العلامه شهاب الدين احمد النويري رحمه الله فی كتابه : ((نهاية الارب )) ،
( قمعه بن الياس ابو خزاعة ، وخزاعة ليست بأب ولا ام انما انخزعو من مضر ) انتهی كلامه رحمه الله .
قلت :
اي تفرقت وتناسلت من ولد مضر وهو قمعه بن الياس بن مضر .
وقال العلامه احمد بن عبدالله الكلبي في كتابه ( مختصر البيان في نسب ال عدنان ) وهو مخطوط من مخطوطات مكتبه الحرم المكي الشريف :
(( خزاعة من بني مضر بن نزار من عدنان)
وقال العلامه عبدالتسار الدهلوي رحمه الله المؤرخ والنسابه المعروف في رسالته المسمی : (مقدمه فی علم النسب ) وهی مخطوطه من مخطوطات مكتبة الحرم :
(( خزاعة بنو عمرو بن لحی بن عامر بن قمعه بن الياس ))
وقال العلامه عبدالرحمن المعلمی اليمانی : خزاعة من ولد عدنان .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، خزاعة من العرب المستعربة . وهی العدنانية .
هذا باختصار وشرح وتبين يسير للأدله التي تبين ان خزاعة من عدنان ،
وهي كما تری قويه في حجتها واستدلالاتها وثبوتها ولا تقاومها حجت من قال ان خزاعة من قحطان .
والخلاف علی نسب خزاعه ظهر متأخر فی العصر الأموي بسبب الشعراء والتعصبات القبيله في ذالك الوقت .
ولم يكن له ذكر في عصر الرسول صلي الله عليه وسلم ، وليس معروفا كما مر بك في الاشعار السابقه التی قيلت في العصر الجاهلی قبل تدوين التاريخ والانساب .
والأمور الغيبيه لا تثبت الا بالوحی من كتاب الله او احاديث رسوله صلی الله عليه وسلم .
ومن ادرك قحطان او عدنان او عمر بن لحی او الازد حتی يثبت نسب القبيله اليهم ؟؟؟
ومن عنده سند متصل الی عدنان او قحطان حتی يثبت نسب القبيله الی احدهم ؟؟؟؟؟
الا . أحاديث الرسول صلی الله عليه وسلم الذی لا ينطق عن الهو اثبتت نسب القبيله الی عمير وهو قمعه بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الذي ينتهي نسبه الی نبي الله اسماعيل بن خليل الله ابراهيم عليهما وعلی نبينا الصلاة والسلام .
وهذا متفق عليه في كتب الأمه الاسلاميه منذو ظهروها الی وقتنا الحاضر . ولله الحمد والمنه
ولا يجهل هذا العلم الا الجاهل وقليل العلم وضعيف الفهم والمعرفه .
ومن ليس له درايه وفهم في كتب الأمه الاسلاميه ودواوين الحديث المعتبره عند اهل السنه والجماعة .
كما انه لا بجوز شرعا لأحد ان ينتسب الی قوم ليس فيهم نسب كما ثبب ذالك عن النبي صلی الله عليه وسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلی الله عليه وسلم (( من نسب الی غير أبيه اوتولی غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين )) رواه ابن ماجه وصححه الالبانی في صحيح ابن ماجه .
وعند البخاري فی صحيحه من حديث ابی ذر رضي الله عنه انه سمع النبي صلی الله عليه وسلم يقول (( ليس من رجل ادعی لغير أبيه وهو يعلمه الا كفرا بالله ، ومن ادعی قوما ليس فيهم نسب فليتبو مقعده من النار ))
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح هذا الحديث :
فيه تحريم الانتقاء من النسب المعروف والأدعاء الی غير ابيه،
وقيد الحديث بالعلم ولابد منه في الحالتين اثبات ونفيا . انتهي
والله الموفق للصواب والسداد.
:: بازدید از این مطلب : 491
|
امتیاز مطلب : 5
|
تعداد امتیازدهندگان : 1
|
مجموع امتیاز : 1